فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومنه قولهم: الله أكبر؛ إنما معناه الله الكبير.
وروى معمر عن قتادة قال: في قراءة عبد الله بن مسعود {وهو عليه هين}.
وقال مجاهد وعكرمة والضحاك: إن المعنى أن الإعادة أهون عليه أي على الله من البداية؛ أي أيسر، وإن كان جميعه على الله تعالى هينًا؛ وقاله ابن عباس.
ووجهه أن هذا مَثَل ضربه الله تعالى لعباده؛ يقول: إعادة الشيء على الخلائق أهون من ابتدائه؛ فينبغي أن يكون البعث لمن قدر على البداية عندكم وفيما بينكم أهونَ عليه من الإنشاء.
وقيل: الضمير في {عَلَيْه} للمخلوقين؛ أي وهو أهون عليه، أي على الخلق، يصاح بهم صيحة واحدة فيقومون ويقال لهم: كونوا فيكونون؛ فذلك أهون عليهم من أن يكونوا نُطَفًا ثم عَلَقا ثم مُضَغا ثم أجنّة ثم أطفالا ثم غلمانًا ثم شبانا ثم رجالًا أو نساء.
وقاله ابن عباس وقُطْرُب.
وقيل: أهون أسهل؛ قال:
وهان على أسماء أن شطَّت النَّوَى ** يحنّ إليها والهٌ ويتوق

أي سهل عليها، وقال الربيع بن خُثَيم في قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه} قال: ما شيء على الله بعزيز.
عكرمة: تعجّب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت هذه الآية.
{وَلَهُ المثل الأعلى} أي ما أراده جلّ وعزّ كان.
وقال الخليل: المثل الصفة؛ أي وله الوصف الأعلى {في السماوات والأرض} كما قال: {مَّثَلُ الجنة التي وُعدَ المتقون} [الرعد: 35] أي صفتها.
وقد مضى الكلام في ذلك.
وعن مجاهد: {الْمَثَلُ الأَعْلَى} قولُ لا إله إلا الله؛ ومعناه: أي الذي له الوصف الأعلى، أي الأرفع الذي هو الوصف بالوحدانية.
وكذا قال قتادة: إن المثل الأعلى شهادةُ أن لا إله إلا الله؛ ويَعْضُده قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلًا مّنْ أَنفُسكُمْ} [الروم: 28] على ما نبيّنه آنفًا إن شاء الله تعالى.
وقال الزجاج: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى في السَّمَوَات والأَرْض} أي قوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه} قد ضربه لكم مثلًا فيما يصعب ويسهل؛ يريد التفسير الأوّل.
وقال ابن عباس: أي ليس كمثله شيء {وَهُوَ العزيز الحكيم} تقدم. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ثُمَّ إلَيْه تُرْجَعُونَ (11)}.
قوله: {الله يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعيدُهُ} أي يخلقهم أوّلًا، ثم يعيدهم بعد الموت أحياء كما كانوا {ثُمَّ إلَيْه تُرْجَعُونَ} إلى موقف الحساب، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيىء بإساءته، وأفرد الضمير في: {يعيده} باعتبار لفظ الخلق، وجمعه في: {ترجعون} باعتبار معناه.
قرأ أبو بكر وأبو عمرو: {يرجعون} بالتحتية.
وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب والالتفات المؤذن بالمبالغة.
{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُبْلسُ المجرمون} قرأ الجمهور: {يبلس} على البناء للفاعل.
وقرأ السلمي على البناء للمفعول، يقال: أبلس الرجل: إذا سكت وانقطعت حجته.
قال الفراء والزجاج: المبلس: الساكت المنقطع في حجته الذي أيس أن يهتدي إليها، ومنه قول العجاج:
يا صاح هل تعرف رسمًا مكرسا ** قال نعم أعرفه وأبلسا

وقال الكلبي: أي: يئس المشركون من كل خير حين عاينوا العذاب، وقد قدّمنا تفسير الإبلاس عند قوله: {فَإذَا هُمْ مُّبْلسُونَ} [الأنعام: 44].
{وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مّن شُرَكَائهمْ شُفَعَاء} أي لم يكن للمشركين يوم تقوم الساعة من شركائهم الذين عبدوهم من دون الله شفعاء يجيرونهم من عذاب الله {وَكَانُوا} في ذلك الوقت {بشُرَكَائهمْ} أي بآلهتهم الذين جعلوهم شركاء لله {كافرين} أي: جاحدين لكونهم آلهة؛ لأنهم علموا إذ ذاك أنهم لا ينفعون ولا يضرون وقيل: إن معنى الآية: كانوا في الدنيا كافرين بسبب عبادتهم، والأوّل أولى.
{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئذٍ يَتَفَرَّقُونَ} أي يتفرّق جميع الخلق المدلول عليهم بقوله: {الله يَبْدَأُ الخلق} والمراد بالتفرّق: أن كل طائفة تنفرد، فالمؤمنون يصيرون إلى الجنة، والكافرون إلى النار، وليس المراد تفرّق كلّ فرد منهم عن الآخر، ومثله قوله تعالى: {فَريقٌ في الجنة وَفَريقٌ في السعير} [الشورى: 7] وذلك بعد تمام الحساب، فلا يجتمعون أبدًا.
ثم بيّن سبحانه كيفية تفرّقهم، فقال: {فَأَمَّا الذين ءَامَنُوا وَعَملُوا الصالحات فَهُمْ في رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} قال النحاس: سمعت الزجاج يقول: معنى أما: دع ما كنا فيه، وخذ في غيره، وكذا قال سيبويه: إن معناها: مهما يكن من شيء فخذ في غير ما كنا فيه.
والروضة كل أرض ذات نبات.
قال المفسرون: والمراد بها هنا: الجنة، ومعنى {يحبرون} يسرون، والحبور والحبرة: السرور، أي فهم في رياض الجنة ينعمون.
قال أبو عبيد: الروضة ما كان في سفل، فإذا كان مرتفعًا فهو: ترعة.
وقال غيره: أحسن ما تكون الروضة إذا كانت في مكان مرتفع، ومنه قول الأعشى:
ما روضة من رياض الحزن معشبة ** خضراء جاد عليها مسبل هطل

وقيل: معنى {يحبرون} يكرمون.
قال النحاس: حكى الكسائي حبرته، أي أكرمته، ونعمته، والأولى تفسير يحبرون بالسرور كما هو المعنى العربيّ، ونفس دخول الجنة يستلزم الإكرام والنعيم، وفي السرور زيادة على ذلك.
وقيل: التحبير التحسين، فمعنى {يحبرون} يحسن إليهم، وقيل: هو السماع الذي يسمعونه في الجنة.
وقيل: غير ذلك، والوجه ما ذكرناه.
{وَأَمَّا الذين كَفَرُوا} بالله {وَكَذَّبُوا بئاياتنا} وكذبوا ب {لقَاء الآخرة} أي البعث والجنة والنار، والإشارة بقوله: {فأولئك} إلى المتصفين بهذه الصفات، وهو مبتدأ وخبره: {في العذاب مُحْضَرُونَ} أي مقيمون فيه.
وقيل: مجموعون.
وقيل: نازلون.
وقيل: معذبون، والمعاني متقاربة، والمراد دوام عذابهم.
ثم لما بيّن عاقبة طائفة المؤمنين وطائفة الكافرين أرشد المؤمنين إلى ما فيه الأجر الوافر، والخير العام فقال: {فَسُبْحَانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبحُونَ} والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، أي: فإذا علمتم ذلك فسبحوا الله، أي نزهوه عما لا يليق به في وقت الصباح والمساء وفي العشي، وفي وقت الظهيرة.
وقيل: المراد بالتسبيح هنا الصلوات الخمس.
فقوله: {حين تمسون} صلاة المغرب والعشاء، وقوله: {وحين تصبحون} صلاة الفجر، وقوله: {وعشيا} صلاة العصر، وقوله: {وحين تظهرون} صلاة الظهر، وكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وغيرهما.
قال الواحدي: قال المفسرون: إن معنى {فسبحان الله} فصلوا لله.
قال النحاس: أهل التفسير على أن هذه الآية في الصلوات قال: وسمعت محمد بن يزيد يقول: حقيقته عندي: فسبحوا الله في الصلوات؛ لأن التسبيح يكون في الصلاة.
وجملة: {وَلَهُ الحمد في السموات والأرض} معترضة مسوقة للإرشاد إلى الحمد، والإيذان بمشروعية الجمع بينه وبين التسبيح كما في قوله سبحانه: {فَسَبّحْ بحَمْد رَبّكَ} [الحجر: 98] وقوله: {وَنَحْنُ نُسَبّحُ بحَمْدكَ} [البقرة: 30] وقيل: معنى {وله الحمد} أي الاختصاص له بالصلاة التي يقرأ فيها الحمد، والأول أولى.
وقرأ عكرمة: {حينا تمسون وحينا تصبحون} والمعنى: حينا تمسون فيه، وحينا تصبحون فيه.
والعشيّ: من صلاة المغرب إلى العتمة.
قاله الجوهري، وقال قوم: هو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، ومنه قول الشاعر:
غدونا غدوة سحرا بليل ** عشيا بعد ما انتصف النهار

وقوله: {عشيا} معطوف على حين {وفي السماوات} متعلق بنفس الحمد، أي الحمد له يكون في السماوات والأرض {يُخْرجُ الحي منَ الميت} كالإنسان من النطفة والطير من البيضة {وَيُخْرجُ الميت منَ الحي} كالنطفة والبيضة من الحيوان.
وقد سبق بيان هذا في سورة آل عمران.
وقيل: ووجه تعلق هذه الآية بالتي قبلها أن الإنسان عند الصباح يخرج من شبه الموت وهو النوم إلى شبه الوجود وهو اليقظة، وعند العشاء يخرج من اليقظة إلى النوم {وَيُحْيي الأرض بَعْدَ مَوْتهَا} أي يحييها بالنبات بعد موتها باليباس، وهو شبيه بإخراج الحيّ من الميت {وَكَذَلكَ تُخْرَجُونَ} أي ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم.
قرأ الجمهور: {تخرجون} على البناء للمفعول.
وقرأ حمزة والكسائي على البناء للفاعل، فأسند الخروج إليهم كقوله: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ منَ الأجداث} [المعارج: 43] {وَمنْ ءاياته أَنْ خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ} أي من آياته الباهرة الدالة على البعث أن خلقكم، أي خلق أباكم آدم من تراب، وخلقكم في ضمن خلقه؛ لأن الفرع مستمد من الأصل ومأخوذ منه، وقد مضى تفسير هذا في الأنعام، و{أن} في موضع رفع بالابتداء، و{من آياته} خبره {ثُمَّ إذَا أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشرُونَ} {إذا} هي الفجائية، أي ثم فاجأتم بعد ذلك وقت كونكم بشرًا تنتشرون في الأرض.
وإذا الفجائية، وإن كانت أكثر ما تقع بعد الفاء، لكنها وقعت هنا بعد ثم بالنسبة إلى ما يليق بهذه الحالة الخاصة، وهي أطوار الإنسان كما حكاه الله في مواضع: من كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظمًا مكسوًّا لحمًا فاجأ البشرية، والانتشار، ومعنى {تنتشرون} تنصرفون فيما هو قوام معايشكم.
{وَمنْ ءاياته أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسكُمْ أزواجا} أي ومن علاماته ودلالاته الدالة على البعث أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا، أي من جنسكم في البشرية والإنسانية.
وقيل: المراد: حوّاء، فإنه خلقها من ضلع آدم {لّتَسْكُنُوا إلَيْهَا} أي تألفوها وتميلوا إليها، فإن الجنسين المختلفين لا يسكن أحدهما إلى الآخر ولا يميل قلبه إليه {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} أي ودادًا وتراحمًا بسبب عصمة النكاح يعطف به بعضكم على بعض من غير أن يكون بينكم قبل ذلك معرفة، فضلًا عن مودّة ورحمة.
وقال مجاهد: المودّة: الجماع، والرحمة الولد، وبه قال الحسن.
وقال السديّ: المودّة: المحبة، والرحمة: الشفقة.
وقيل: المودّة حبّ الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها من أن يصيبها بسوء.
وقوله: {أن خلق لكم} في موضع رفع على الابتداء، و{من آياته} خبره {إنَّ في ذَلكَ} المذكور سابقًا.
{لآيَاتٍ} عظيمة الشأن بديعة البيان واضحة الدلالة على قدرته سبحانه على البعث والنشور {لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} لأنهم الذين يقتدرون على الاستدلال لكون التفكر مادّة له يتحصل عنه، وأما الغافلون عن التفكر فما هم إلاّ كالأنعام.
{وَمنْ ءاياته خَلْقُ السموات والأرض} فإن من خلق هذه الأجرام العظيمة، التي هي أجرام السماوات والأرض، وجعلها باقية ما دامت هذه الدار، وخلق فيها من عجائب الصنع وغرائب التكوين، ما هو عبرة للمعتبرين، قادر على أن يخلقكم بعد موتكم وينشركم من قبوركم {واختلاف أَلْسنَتكُمْ} أي لغاتكم من عرب وعجم، وترك، وروم، وغير ذلك من اللغات {وألوانكم} من البياض، والسواد، والحمرة، والصفرة، والزرقة، والخضرة مع كونكم أولاد رجل واحد وأم واحدة، ويجمعكم نوع واحد وهو الإنسانية، وفصل واحد وهو الناطقية، حتى صرتم متميزين في ذات بينكم لا يلتبس هذا بهذا، بل في كل فرد من أفرادكم ما يميزه عن غيره من الأفراد، وفي هذا من بديع القدرة ما لا يعقله إلاّ العالمون، ولا يفهمه إلاّ المتفكرون {إنَّ في ذلك لآيات للعالمين} الذين هم من جنس هذا العالم من غير فرق بين برّ وفاجر، قرأ الجمهور بفتح لام العالمين، وقرأ حفص وحده بكسرها.
قال الفراء: وله وجه جيد لأنه قد قال: {لآيات لّقَوْمٍ يَعْقلُونَ} {لآيات لأُوْلي الألباب} [آل عمران: 190] {وَمَا يَعْقلُهَا إلاَّ العالمون} [العنكبوت: 43].
{وَمنْ ءاياته مَنَامُكُم باليل والنهار وابتغاؤكم مّن فَضْله} قيل: في الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار.
وقيل: المعنى صحيح من دون تقديم وتأخير، أي ومن آياته العظيمة أنكم تنامون بالليل، وتنامون بالنهار في بعض الأحوال للاستراحة كوقت القيلولة، وابتغاؤكم من فضله فيهما، فإن كل واحد منهما يقع فيه ذلك، وإن كان ابتغاء الفضل في النهار أكثر.
والأوّل هو المناسب لسائر الآيات الواردة في هذا المعنى، والآخر هو المناسب للنظم القرآني ها هنا.
ووجه ذكر النوم والابتغاء ها هنا، وجعلهما من جملة الأدلة على البعث: أن النوم شبيه بالموت، والتصرّف في الحاجات والسعي في المكاسب شبيه بالحياة بعد الموت {إنَّ في ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} أي يسمعون الآيات والمواعظ سماع متفكّر متدبر، فيستدلون بذلك على البعث {وَمنْ ءاياته يُريكُمُ البرق خَوْفًا وَطَمَعًا} المعنى: أن يريكم، فحذف أن لدلالة الكلام عليه كما قال طرفة:
ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغى ** وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

والتقدير: أن أحضر، فلما حذف الحرف في الآية والبيت بطل عمله، ومنه المثل المشهور: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وقيل: هو على التقديم، والتأخير، أي ويريكم البرق من آياته، فيكون من عطف جملة فعلية على جملة اسمية، ويجوز أن يكون {يريكم} صفة لموصوف محذوف، أي ومن آياته آية يريكم بها، وفيها البرق، وقيل: التقدير، ومن آياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا من آياته.
قال الزجاج: فيكون من عطف جملة على جملة.
قال قتادة: خوفًا للمسافر، وطمعًا للمقيم.
وقال الضحاك: خوفًا من الصواعق، وطمعًا في الغيث.
وقال يحيى بن سلام: خوفًا من البرد أن يهلك الزرع، وطمعًا في المطر أن يحيي الزرع.
وقال ابن بحر: خوفًا أن يكون البرق برقًا خلبًا لا يمطر، وطمعًا أن يكون ممطرًا، وأنشد:
لا يكن برقك برقًا خلبا ** إن خير البرق ما الغيث معه

وانتصاب {خوفًا} و{طمعًا} على العلة {وَيُنَزّلُ منَ السماء مَاء فَيُحْى به الأرض بَعْدَ مَوْتهَا} أي يحييها بالنبات بعد موتها باليباس {إنَّ في ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَعْقلُونَ} فإن من له نصيب من العقل يعلم أن ذلك آية يستدلّ بها على القدرة الباهرة.
{وَمنْ ءاياته أَن تَقُومَ السماء والأرض بأَمْره} أي قيامهما واستمساكهما بإرادته سبحانه وقدرته بلا عمد يعمدها، ولا مستقرّ يستقران عليه.